خواطر القديسة مريم ليسوع المصلوب
1- ابحث عن الله وحده، ولا تقف أمام أي مخلوق كان، فإن تكلمتَ فكن كأنكَ لم تتكلم، وإن نظرتَ، فكن كأنك لم تنظر، وان سمعت فكن كأنكَ لم تسمع. فالله وحده هو كل شيء، أما الخليقة فليست سوى لا شيء وخطيئة.
في هذه الدنيا كل شيء فارغ، لأن كل زائل ليس بشيء. ولا جرم أننا نأسف عند الموت كل الأسف على أننا لم ننتفع من الوقت.
2-بمن أشبه الهي؟- ابالاوقيانوس؟- فليس ذلك بكافٍ. لو كان للأرض كلها قطرة ماءٍ لتتبرد بها، فليس ذلك بكافٍ.
وعليه فحُب جميع القلوب، ليس بكافٍ لك يا إلهي.
أنا قطرة الماء، وأنتَ البحر الواسع.
فأرغب في أن يكون لي قلب أعظم من الأرض والبحر لأحبك! (في الاختطاف).
3- يسوع ضيف قلوبنا
رأيتُ سيدنا يسوع المسيح فقيراً، حزيناً، متألماً، طالباً مأوى، ثم قال لي: افتش عن مأوى، عن مسكن، ولا أجد من يقبلني، وحالما أحضر في موضع، أطرد، بل أنت أيضاً تطرديني بعض الأحيان من قلبك…! آه لو كنتُ أجد واحداً، لا يحاول أن يشتغل إلا لمجدي، لكنتُ أفعل له كل شيء…”
4- مشترى يسوع بالحب
أرى أخي يبيع المحبوب.
يا أخي، كيف يمكنك أن تبيع يسوع للذتك، او لمنفعتك، أتعدو في طريق الشيطان، الذي هو طريق جهنم؟
يا أخي، إن أردت أن تبيع الحبيب فأنا أشتريه…
يا أيها المخلص، أشتريك بدموعي، بالطاعة، بالتواضع، بمحبة القريب، ببذل النفس، بالموت، بأصفى حب للقريب…
إن فعلت (ذلك)، أشتريك لمن يريد أن يبيعك. (في الاختطاف).
5- أفعال قبل التناول وبعده
إن إردت أن تتهيأ للتناول، فاعتبر من الذي يأتي. إن الذي يأتي هو يسوع، يسوع السمح، يسوع الحبيب، يسوع الحليم، وهو في الوقت عينه كبير، وقدير، وبديع الحسن!…
إلى من يأتي؟ يأتي، إليك أنت الذي لست شيئا آخر سوى تراب، سوى عدم، إنما يأتي إليك، ليهبك نفسه، ولكي لا يكون إلا شيئاً واحداً معك.
حينما تملكه في قلبك، فكر بأنكَ كالعذرآء القديسة وفي أحشائها يسوع، وفي طول النهار، أشخِص ببصركَ إلى يسوع، هذا الذي قبلته صباحاً… (في الاختطاف)
6- الفارقليط
في هذا الصباح (14 تشرين الثاني سنة 1871) كنت مكتبئة، لأني لم اكن أشعر بالله. وكان يظهر لي قلبي كالحديد ، وما كنت أقدر أن أفكر بالله، فاستغثت بروح القدس، وقلت :
إنك أنت الذي تُعَرِفنا يسوع، فلقد بقي الرسل زمانا طويلا معه، ولم يفهموه، ولكن قطرة واحدة منك، أفهمتهم إياه، فأفهمني إياه أيضاً.
تعال، يا سلوتي، تعال، يا فرحي، تعال، يا طمأنينتي، يا قوتي، يا نوري، تعال، أنرني، لأجد الينبوع الذي أرتوي منه، فقطرة منك تكفيني، لتظهر لي يسوع كما هو.
لقد قال يسوع، إنك تذهب إلى الجهلة، فأنا أول الجاهلات، ولا أطلب منك علماً آخر، وحكمة أخرى، سوى معرفة وجود يسوع، وحكمة الاحتفاظ به.
وشعرت بالنار قد اتقدت قليلاً في قلبي، لأن الروح القدس لا يرفض شيئاً لي.
7- التعبد لروح القدس
رأيت أمامي حمامة (1)، وفوقها كأس تتدفق، كأن في داخلها ينبوعاً، والذي كان يتدفق منها، كان يسقي الحمامة ويغسلها.
وفي الوقت عينه، سمعت صوتاً “كان يخرج” من هذا النور العجيب. ويقول: إن أردت أن تفتشي عني، وتعرفيني وتتبعيني، استغيثي بالنور، أي بروح القدس الذي أنار تلاميذي، وينير جميع الشعوب التي تستغيث به…
حقاً، حقاً، أقول لكِ: كل من يستغيث بروح القدس ويطلبني، يجدني، وبه يجدني، فيكون ضميره لطيف الحس كزهرة الحقول، وإن كل طالبه والداً، أو والدة، تكون الطمأنينة في البيت، والطمأنينة تكون في قلبه في هذه الدنيا، وفي الآخرة، ولا يموت في الظلمات، بل في الطمأنينة.
“إني أرغب كل الرغبة في أن تقولي: إن جميع الكهنة الذين يقدسون قداس روح القدس، مرة واحدة في الشهر، فإنهم يكرمونه، وكل من يكرمه، ويسمع هذا القداس، يكرمه روح القدس نفسه، لأن النور
يكون فيه، والطمأنينة تكون في أقصى نفسه، وهو الذي يأتي، ويشفي المرضى ويوقظ النائمين…
8- اسم مريم
أريد أن تكون لي شفتان قد طهرتا بالنار لأنطق باسم مريم، وأن يكون لي قلم من ذهب لأكتبه (في الاختطاف)
¯فضائل مريم
لما مثلَ ملك الرب بين يدي مريم ليبشرها بأمومتها الإلهية، ولما أضاء للعذراء نور الله القدير، تواضعتْ حين فكرتْ أن الذي خلق السماء والأرض يريد أن يكون ابنها، وكان الملك يكلم العذراء الأم، وكل مرة كان يكلمها الملك، كانت تتواضع. فيا مريم ما أعظم تواضعك، وما أعظم محبوبيتك في تواضعك!
9-وكانت مريم أيضاً مثالاً يحتذى عليه في التواضع! يا ما أطيب ما كان إيمان مريم للآب السماوي! كانت مريم بإيمانها تنمي يسوع كل يوم في داخلها.
ولو كان لنا هذا الإيمان عينه، لأنمى في قلبنا يسوع أيضاً. كانت مريم تشعر في نفسها بأنها غير مستحقة لتكون أم الله بإيمانها وتواضعها.
10-على الأرض لا يستطيع الأولاد أن يولدوا بلا أم. وهم يدخلون العالم على يد أمراة، وعلى يد إمرأة أيضاً ندخل السماء، وهذه المرأة هي مريم. ومنذ الخطيئة، كان البشر ينتظرون ثمرة مريم، ثمرة هذه العذراء الوديعة، المتواضعة، القديسة. فكوني مباركة يا مريم، كوني مباركة!
11-مريم أم القيامة
عند قدمي مريم أمي العزيزة، وجدت الحياة.
يا أنتم الذين تتألمون،
تعالوا إلى مريم، عند قدمي مريم وجدت الحياة،
فخلاصكم وحياتكم عند قدمي مريم*
أنتن اللواتي تشتغلن في هذا الدير،
إن مريم تَعُدُ خطواتكن وعرقكن،
وقلن في نفوسكن: عند قدمي مريم، وجدنا الحياة*
أنتن اللواتي تسكن في هذا الدير،
تخلصن من كل أمرٍ أرضي، فخلاصكن وحياتكن.عند قدمي مريم*
أنتن اللواتي تسكن في هذا الدير، مريم تقول “لكل منكن”
: يا ولدي إخترتك بين عشرة آلاف، بين عشرة آلاف وضعتك في هيكلي.
عند قدمي مريم، تجدين الحياة* مريم تقول لك وضعتك في هيكلي،
لا تجوعين أبداً، ولا تعطشين أبداً،
فإني أطعمك، إني أعطيكِ جسده الزكي ودمه.
عند قدمي مريم، وجدت الحياة*
أنتن اللواتي تقلن إني يتيمة، أنظرنَّ “لي” أم في أعلى السماوات
فيا لسعادة ولدٍ أمها مثل هذه الأم!…
عند قدمي مريم وجدت الحياة*
أسكن في أحشآء أمي، فأجد فيها حبيبي:
هل أنا إذاً يتيمة؟
في أحشآء أمي، وجدت الحياة*
الحية والتنين أرادا أن يعضاني ويحصلا على حياتي…
لكن عند قدمي مريم في هذا الدير وجدت الحياة*
إن مريم تدعوني، وفي هذا الدير أبقى دائماً.
عند قدمي مريم وجدت الحياة* (في الاختطاف)
12-¯ صلاة الكاهن
إني إبنة الكنيسة. يا الله! كيف أن صلوات الكاهن تفرحني! في الكاهن لا أرى إلا الله. إني لا أبحث عن علم الكاهن، بل عن قوة الله فيه…
¯ الكاهن عند المذهب
رأيت ثلاث شمعات مشتعلة ورأيت كاهناَ يقدس القداس، فظهر لي كأني رأيت حرفاً من ذهب، مكتوباً على كل شمعة من الشمعات.
كان معنى الحرف المكتوب على الشمعة الأولى المشتعلة الفقر. ومعنى الحرف الثاني المكتوب على الشمعة الثانية، العفة. ومعنى الحرف الثالث، الطاعة.
ورأيت هذه الشمعات الثلاث تمثل أيضاً آل البيت المقدس فشمعة الفقر تمثل القديس يوسف، وشمعة العفة مريم، وشمعة الطاعة يسوع. في هذه الهنية، رأيت لهبات الشمعات الثلاث المشتعلة بين عرش الله وبيني…ورأيت لهبة الفقر تثمر للسماء أمام الله ثروة لا حدّ لها، وشمعة العفة نقاءً ولذات جليلة لا حد لها، وشمعة الطاعة سلطة غير محدودة ينحني بين يديها كل شيءٍ، ويطيعها كل شيءٍ. ورأيت من يريد أن يمر، ويمثل بين يدي الله، يختفي وراء لهيب الفقر، والعفة، والطاعة الموجودة بين الله وبيننا، واختفاؤه هذا واجب.
ورأيت صورة يسوع المسيح تنطبع وتثبت فينا، في أثناء مرورنا، ووقوفنا وراء هذه اللهبات، وكان تعالى لا يستطيع أن ينظر إلى الإنسان منذ خطيئته، إلا خلال يسوع، فهو ينظر إلينا، لأنه لا يرى البتة نفوسنا، بل صورة يسوع.
13-النفس التي رجاؤها في الله، تتحول برحمته إلى الماسة بهية
أتمنى ان يكون لي قلب أوسع من المسكونة !
لنحب الحب
يا حب، يا حب، يا حب! إن الحب غير معروف، إن الحب غير محبوب!…
لنحب الحب، لنحب الحب!…
هو وحده، هو وحده!… (في الاختطاف)
¯ تعالوا لنوقظ المسكونة
أيتها الأم الرئيسة، كل الناس نائمون. والله الجواد هذا الجود، والعظيم هذا العظم، الجدير بكل حمدٍ، ينساه الناس! … ما من أحد يفكر به!…
انظري، الطبيعة تحمده، السماء، والنجوم، والأشجار، والكلأ، وكل شيء يحمده، إلا الإنسان، فإنه ينام، مع انه يعرف إلاهه وكان من الواجب عليه أن يحمده!…
تعالوا، تعالوا، لنوقظ المسكونة…
14- مسكن الحبيب
قلبي يتنهد تنهداً محرقاً في انتظار المحبوب.
اسأل السماء وكل مخلوق على الأرض: اين يسكن المحبوب؟
جميعهم قالوا لي: في قلب مستقيم، وروح متواضع، يا لله! ما أقدر فكره! ما أرحم أنظاره!
15- كنت بين يدي القربان المقدس في المصلى، وكنت أشتاق غاية الاشتياق إلى أن أعمل شيئاً أرضي به يسوع، فقلت له: يا رب يسوع، ماذا أعمل لأرضيك وأخدمك؟ فإذا بصوت أجابني:” أخدمي القريب، تخدمينني” ثم قلت: يا أيها الرب يسوع، ماذا أعمل لأحبك؟
فأجاب الصوت:”أحبي القريب تحبيني” أخدمي القريب تخدمينني، أحبي القريب تحيبيني، فبهذا الأمر أعلم أنك تحبينني حقيقة”. (في الاختطاف).
16- حيثما تكن محبة القريب، يكن الله أيضاً. أن تفكر بالإحسان إلى أخيك، يفكر بك. أن تحفر حفرة لأخيك، تسقط فيها، وتكن لها. أما أن تنشئ سماء لأخيك، فإنها تكن لك. تذكر هذا…(في الاختطاف).
17 -ترقيع الثقوب
لما ترين شقا في ثوب راهبة أخرى، فلا تشقيه أكثر، بل قصي كسفة من ثوبك لترقيع الثقب…
أقوله لك وأعيده عليك: شقي ثوبك لتغطي قريبك: يسوع. يلبسك ثوب العرس (في الاختطاف).
18- إني عطشى، إني عطشى ليسوع! طوبى للنفوس التي تتألم بالخفية ولا يعرف بها إلا الله وحده!… ما أكثر حبي للنفس التي تتألم بصبر، مختفية مع الله وحده!
إذا أعطى الإنسان شيئاً لله، فلا يحسن به أن يسترجعه.